2- السبب:-
يجب أن تكون هناك عناصر هامة تسبب "وجود" أي شيء
ب- الكون موجود
ج-لا يمكن أن يوجد في داخل الكون ما يجعله موجوداً أو مرتبطاً بعنصري الزمان و المكان.
ء- ما يلزم لوجود الكون ودوامه أن يكون خارج حدود الزمان والمكان.
يبرر الفيلسوف الروسي عمانوئيل كانت (1724-1804) اعتناقه لمذهب "اللاإرادي" بسبب وجود متناقضات تتعلق أولاً بالزمان وثانياً بالأسباب:-
أولاً: الزمان
افتراض: لابد أن تكون هناك بداية للكون وإلا يكون قد مر عدد من السنين التي لا يمكن حصرها. وهذا مستحيل لأن الزمن غير المحدود لا يمكن أن يعاق.
الافتراض المضاد:-
لكن الكون لا يمكن أن يكون قد بدأ بزمن معين وإلا فهذا يعني أنه كان هناك وقت قبل أن يبدأ الزمن وهذا مستحيل.
ثانياً: الأسباب
نظرية افتراضية: لا يوجد سبب لكل سبب
وإلا لما حدثت سلسلة من الأحداث التي فعلاً قد حدثت. وعليه يجب أن تكون هناك بداية للمسببات .
الافتراض المضاد
لابد أن يكون هناك سبب لبداية أي سلسلة من الأحداث، وعليه لا يمكن أن يكون هناك بداية لأي شيء حدث وبالتالي لا يوجد أي سبب يسمى بداية.
التحليل:
وفيما يتعلق بما قاله عمانوئيل كنت عن (افتراض السببية) ليس كل شيء يحتاج إلى سبب إلا الكائنات المحدودة. إن أول كائن أبدي لا يحتاج إلى سبب لوجوده، ويناقش كانت قائلاً أن الكائن غير المحدود لا تنعكس طبيعته إلا على الكون غير المحدود.
إن وجود الكون لا يمكن أن يدرك بالحواس الطبيعية . إن الخصائص الكونية (طبقاً لكانت) التي كونت صورة الأمور المحسوسة التي تدركها أذهاننا ما هي إلا افتراضات مظهرية ويبدو أن هذا التحليل يتطابق مع فلسفة أفلاطون التي تقول أن ما في العالم أساس لكل الأمور المحسوسة والظاهرة.
يوجد شرطين: حسب قول كانت ينطبقان على كل تصور وهما المكان والزمان. ولا يمكن أن يحسب أي منهما أمراً واقعياً بعيداً عن حياة الإنسان، وهكذا كبشر لا نقف متفرجين على الزمان والمكان لاعتبارهما أموراً مسبقة في العقل الباطن للإنسان وطبقاً لكانت فالمكان أمر مفترض تلقائياً
ولا يمكن أن نفهم "المكان" بعيداً عن حقيقة وجودنا إن لم نكن قد افترصنا مسبقاً وجود "المكان" فلا يمكن إدراكه، وهكذا فهم وجود المكان هو أمر معروف بالبديهة غيباً. وبذلك "المكان" هو فكر بديهي مفهوم دون اختبار.
إن الوقت ليس مفهوم عام تعلمناه نتيجة الاختبار وهو قبل المكان "فالزمان" مفهوم بديهي دون اختبار ولأننا اختبرنا الزمان والمكان هذا لا يعني أن هذا حقيقة موضوعية بديهية فهما جزء من البديهيات التي فينا وليست من الأمور التي اكتشفناها من البيئة المحيطة بنا.
ويعبر كانت عن هذه الفكرة بقوله أن الزمان والمكان أمور تسمو فوق الطبيعة.
وفكرة كانت عن الكون غير المحدود (والتي اعتنقها اكونياس الذي قال لا يوجد سبب يجعل الله موجود مثل خليقته من حيث الزمان والمكان) وفكرته تتفق أساساً مع فكرة "الحالة الثابتة لنموذج الكون" التي تقول: إن الكون غير المحدود قد خلق بطريقة خاضعة لقانون الطبيعة وليست معجزة بيد الخالق. ولا زالت الطبيعة مستمرة في عملية الخلق بطريقة تلقائية ومستمرة.
واعتبر فريد هويل وهو أحد ثلاثة علماء للفيزياء من بريطانيا أن الكون هو كل شيء (صاحب نظرية المسكن الثابت) وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يتجاوز دائرة الطبيعة.
استخدم العلماء نظرية اينستين لمدة ثلاثين عاماً والتي تقول أن مقاييس الزمان والمكان نسبية وبذلك يناقض وجهة نظر كانت فيما يتعلق بالزمان والمكان، ويقول أن الزمان والمكان خصائص حسية، وعليه فهي محدودة وهذه الخصائص غير المعروفة كما يسميها "كانت" أصبحت مجرد استنتاج.
الكون ليس مطلق:
وجد علماء الطبيعة عن طريق القمر الصناعي المسمى بالأكسبورار دليل قاطع على أن كل الأمور والطاقة والمكان والزمان قد انبعثت من الحالة المطلقة ومن الكثافة والحرارة والضغط. ويمكن معرفة حدود الكون بإدراك أنه تحول من اللامحدود إلى المحدود وأصبحت له معالم مميزة.
وتقول نظرية الاصطدام (بينج بانج) أن هناك احنمال لظهور الكون حين حدث الاصطدام بين 40 بليون من المجرات التي وصلت إلى نقطة أصغر من البروتون (البروتون هو جسم يحمل وحدة كهربائية موجية تتشكل منها الذرة)
وهذا البروتون كان ذرة من طاقة فارغة.
وهذه النقطة الفارغة التي تسمى "بالفراغ الزائف" لم تحتوي فقط على إمكانية تكوين كون واحد بل مئة مليون كون وقد وصف "جريج ايست بروك" هذا قائلاً "إن كنت تؤمن بالاصطدام الهائل فأنت تؤمن أنه حينما سمع دوي هذا الاصطدام امتد الكون من حجمه كرأس الدوس إلى الكون بحجمه الحالي في أقل من ثانية.
وظهر الفضاء بقوانينه الطبيعية الحالية وهكذا كانت سرعة موجات هذا الكون الجديد تفوق سرعة الضوء بترليونات المرات.
ويقول جرج ايستربروك في مقالته بعنوان "العلوم ترى الضوء" في 12 أكتوبر 1998: وهل يُعقل أن العملية التي أشرنا إليها سالفاً (بينج بانج Bing Bang ) وقد نتج عنها هذه التشويهات الهائلة حتى أفرخت الكون وما عليه في لحظة من الزمن وشكلته بهذه المكونات الحقيقية وقد سببت التقوسات الحادة الجزئيات الحقيقية في تكوين العالم السفلي بعناصره المهولة العدد ... أو بكلمات أخرى: تكونت عناصر العالم الموجود من اللاشيء.؟!
برهان الاصطدام الهائل (Bing Bang ):
أ-"هابل" وامتداد الكون:
اكتشف "هابل" العلاقة بين المسافة من أبعد الكواكب ونقطة التغير الحمراء. ولاحظ الفلكيون في بداية القرن التاسع عشر أن ضوء الممرات البعيدة اتجه نحو الموجان الطويلة للطيف الضوئي أو "الموجان الحمراء والتي عُرفت بأنها الحركة السريعة بين الشهب وبعضها، أما التغيير الأزرق فهو يشير إلى اقتراب الشهب لبعضها.
ب- التقط علماء الفلك المتخصصون في السمعيات موجات ضعيفة (خافتة) تأتي من كل الاتجاهات التي صوبوا نحوها التليسكوبات الصوتية، وأكد هذا الاكتشاف تنبؤات جورج حامو ورالف ألفر وروبرت هيرمان في الأربعينات والتي قالت أن كان هناك تمدد في الكون من حالة الفردية فلابد أن تسمع من خلفية الكون إشعاعات صوتية خافتة من عدة درجات فوق الصفر وهي كائنة في كل مكان في السماء.
وتثبت نماذج الاصطدام الهائل أكثر من عامي 1992و 1993 عن طريق القمر الصناعي "سي أو بي أي" وقد أكد هذا القمر الصناعي أن الأشعاع الصوتي الموجود بالكون يُثبت فكرة وجود أصوات تُسمع بدرجة أكبر من 3.0 % (0.03 ) في كل مجال الموجات المتطابقة وعليه فهي تزيد بنصف بليون مرة في كفاءتها على توزيع الطاقة من أية شمعة مشتعلة والتي لها كفاءة في توزيع الطاقة تساوي 20. ولا يمكن توزيع هذه الطاقة الهائلة في الكون إلا عن طريق اصطدام هائل. وقد أبكمن إلى الأبد فكرة الكوت الذي يمتد دائرياً ثم ينكمش وهي تبرهن على أن الكون دائم التمدد.
ج- التنبؤات التي أمكن إثباتها بخصوص العناصر الضوئية الجمعية في الدقائق الأولى بعد الاصطدام الهائل:
إن الوفرة الهائلة للهليوم في الكون والملحوظة في الممرات المتعددة تبرهن على وجود مصدر عام للكون. والديتريوم الذي يحترق في النجوم ولا يمكن إنتاجه قد وجدت بقايا منه وبكميات من النجوم المتوسطة كما وجدوا أيضاً كميات وفيرة من اللاثيوم وهذا يشير أيضاً إلى عامل مشترك في الخليقة.
الزمن عنصر طبيعي له بداية:
يقترح أينشتين في نظريته الخاصة "بالنسبية" أن قياس البرهات الزمنية بين حدثين يعتمد على كيفية تحرك المراقب وحينما يتحرك اثنين من المراقبين بنسبة معيتة لبعضهما البعض يحدث اتساع زمني. ويمكن للساعات الذرية أن تُسجل الامتداد الزمني من سرعة طائرة وهو جزء من بليون من الثانية من الرحلة الكلية. وإذا سافر رائد فضاء إلى كوكب قريب ثم عاد بسرعة قريبة لسرعة الضوء إلى الأرض فقد يكون وقت رحلة هذا الرائد هي سنة واحدة فقط لكن حين يعود للأرض يكون قد مضى عشر سنين من الزمن الأرضي وهذا يعتمد على سرعة سفره.
السرعة هي طريقة واحدة تتغلب على عنصر الزمن وتفوقه والجاذبية هي طريقة أخرى. تنبأ أينشتين في نظريته العامة عن "النسبية" بأن الجاذبية تُبطئ الزمن (الوقت). اختبر أرثر أدينجون نظرية أينشتين وأثبتها أثناء الحرب العالمية الأولى (29 مايو 1919) حين أرسل فريق إلى شمال البرازيل لقياس أنحناء الضوء من أكبر نقطة للتجمع الحراري الشمس في وقت الكسوف (دافيد بودانيس "E=mc2 ") فوجدوا أن الساعات تدور أسرع في الأماكن المرتفعة القريبة من الفضاء من سرعة الأرض مع أن الفارق طفيف جداً إلا أنه يمكن قياسه بساعات دقيقة للغاية (مقتبس من كتاب: كيف تبني ماكينة الزمن" صفحة 52)
وقال أنه إذا زاد ثقل النجم صار الزمن أبطأ فسرعة الزمن فوق سطح نجم النيوترون أقل من الأرض ب30% وفوق سطح الحفرة السوداء يقف الزمن بلا حركة بالنسبة للأرض. فإذا سقط شخص من الحفرة السوداء من نقطة زمنية ما فسوف تنتهي الأبدية ليسقط من السطح أي من الأفق إلى السطح الفردي (بحسب التوقيت الأرضي) وتصور القصص الخيالية العلمية سفن الفضاء التي تقترب من الحفرة السوداء بأنها تُطلق بسرعة رهيبة إلى المستقبل البعيد.
اعترف أينستين أن الفكرة بأن نظرية "لنسبية" ربما تمكن الإنسان من السفر للماضي قد أزعجه. ونأثيرات الطاقة الذرية ستكون العامل المتحكم في زمن السفر حسب مناقشات دافيد دويتس (في كتاب خيوط الحقيقة صفحة 312).
و تسمح جميع نظريات الطاقة الذرية للجاذبية بإمكانية السفر للماضي وذلك واقع قائم فعملية الرجوع للزمن الماضي تتم وتنكسر بطريقة تلقائية ودائمة. هذا أمر يحدث في كل فضاء وكل زمان على مستوى ضئيل جداً لا يُرى ولا حتى تحت الميكرسكوب. و الذي يتكون نتيجة لهذن التأثيرات يبلغ في المساحة 10-35th متر ويظل مفتوحاً لمدة تقريباً 10-43RD من الثانية وعليه فهو يصل إلى الماضي في زمن ثابت لا يمكن قياسه.
وربما يمكن لتطورات قادمة في المواد التي تزيد من سرعة التفاعل أن تخلق ثقوب دورية ذرية ضئيلة تعيش وقتاً كافياً لخلق هذه الثقوب السريعة الزوال ثم تختفي بعدها ... وهذا يبدو مستحيلاً نظراً لحجم الطاقة الهائل الذي تتطلبه عملية كهذه عملية خلق هذه الثقوب الدورية المحددة الشكل والثايتة لازال يعتبر أسطورة علمية.
قدم هوكينج وبنروز وأليس اقتراحاً مبنياً على نظرية "النسبية العامة" يقول أن "وقت الفضاء" يُفترض فيه أن أبعاد الطول والعرض والارتفاع والزمن كانت وستظل باقية طالما يظل الكون في حالة التمدد. وطبقاً لهذه النظرية فعنصر الزمن له نقطة بداية.
وبالرغم من ذلك يبدو أن ستيف هوكينج في كتابه "تاريخ الزمن القصير" غير متأكد من أن عنصر الزمن له بداية وعليه فهو يقع تحت النظرية الكانتينية ويقول أيضاً: "مع نجاح النظريات العملية في وصف الأحداث المتنوعة إلا أن أغلب الناس يؤمنون بأن الله سمح للكون أن يدور طبقاً لمجموعة من القوانين وهو سبحانه لا يتدخل لكسرها، إلا أن هذه القوانين لا تصف لنا حالة الكون حينما خُلق في البدء. وكيفية بدء الكون أمر مطلق في يد الله تعالى يقرره كيفما شاء. وطالما هناك نقطة بداية للكون فلابد أن يكون هناك خالق أبدعه.
وفي مقتطف من كتاب "خلق الكون" بقلم هيو روس نجد أن تعريف الزمن هو: المجال أو البعد الذي تجد فيه ظاهرة الفعل-ورد الفعل: فإذا تزامن الوقت والكون في البداية (طبقاً لنظرية الزمن والفضاء" فلابد لوجود كيان ما خارج أبعاد الزمن مستقلاً تماماً وكائن قبل وجود الكون والزمن. والخلاصة لهذا الكلام في غاية الأهمية لأن هذا يعطينا فهماً وإدراكاً لمن هو أو لمن ليس هو الله ونفهم أيضاً من السالف أن هذا الخالق خارج عن حدود الوجود المادي وهو يتحرك ويوجد فيما وراء الأبعاد الكونية الحسية. ومن ذلك نعرف أيضاً أن الله سبحانه ليس هو الكون أو حتى جزء منه وتلك حقائق لا يقبلها الملحدون أو أصحاب المبدأ القائل أن الله والطبيعة شيء واحد.
الفكر القائل بأن الكون موجوداً بذاته منذ البداية:
أثبت هوكينج وبنروز أن نظرية "معادلات النسبية العامة" لابد أن تحوي عامل "الفردية" عند بدء الكون وهي نقطة بداية الزمن ولا يمكن تجاهل مسألة الفردية حين نتحدث عن معادلات النسبية العامة. وإذا تجاهلنا هذه المسألة في الحديث عن الكون الحقيقي فالأمل الوحيد هو أن نطور نظرية النسبية وذلك بإدخال تأثيرات نظرية وجود الكون مستقلاً بذاته منذ البدء وأيضاً تطوير وجود الجاذبية مستقلة بذاتها منذ بداية الكون. (مقتطف من كتاب البحث عن الاصطدام الهائل بقلم جون جين)
من المستحيل الاعتماد المطلق على الفكر القائل بأن الكون قائماً بذاته منذ البدء لإثبات أصله وبدايته ويصبح هذا الفكر نظرية فلسفية أخرى وليست حقيقة علمية. وربما تستطيع أن تحسب بالرياضة الكمية كيف تتحرك الذرات وجُسيمات الذرة لكن يستحيل مطلقاً تطبيق الرياضة الكمية على الكون بأكمله وذلك لأنها لا تفسر كيف تتغير الذرة أو أية أنظمة من حالة إلى أخرى. وطبقاً لتفسيرات كوبنهاجن للفيزياء العددية التي تقول أن الأنظمة تعمل بحالة خارقة عند عدم فحصها أو ملاحظتها لكن إذا قمنا بقياس هذ1 التظام فهو يتصاغر ويقع تحت واحدة من الحالات العديدة التي يمكن أن يكون عليها. فكونك تفحص نظام ما يسبب في انهيار الموجة الفعالة ويضعه في حالة، أساس أي سرح فيها يصير مؤسساً على الاحتمالات الجائزة وعند التوقف عن الفحص يعود مرة أخرى للعمل بطرق خارقة وكثيرة الاحتمالات.
إذا رجعنا لفحص هذا النظام مرة أخرى فانه بلا سك يكون قد نغير واحتمالات ثبات حالته الأصلية تصبح نادرة الوجود.
طبقاً لنظرية والكون بذاته أنه إذا استطعنا أن ندون المعادلات التي تصنف كيفية تحرك الموجة التحت الميكروسكوبية للكون (وهذا أمر مستحيل بالمرة) لن يكون هناك مشاهد إلا الله قطعاً ... الكائن خارج حدود الكون ... وهو سبحانه سيتسبب في انهياره فيدخل (الكون) في عداد أحد التفسيرات التي تشير إلى استقلالية الكون وذلك فقط لوجود مشاهد لتحركات هذه الموجة إلا وهو الله.
اعتنق البعض مبدأ وجود أكثر من كون وذلك لأن الأبحاث العلمية دخلت في إطار ما وراء الطبيعة حتى يمكنها تبرير فكرة وجود الكون بذاته وإذا وجد عالمنا من اللاشيء-فماذا يمنع بزوغ عالم آخر أو أكثر أيضاً من اللاشيء. وهذه الأكوان يمكن ظهورها في قياسات مختلفة بلايين المرات في الثانية وتقول نظرية الأكوان المتعددة أن احتمالات بزوغ أكوان أخرى يظل قائماً طالما استمرت عمليات الهز المستمر في العناصر الطبيعية مما يجعل وجود كون فيه حياة نظير كوكب الأرض ممكناً.
تلك النظرية تحاول إثبات وجود أو بداية أكوان طبيعية أخرى لابد لله من خلقها أو تكوينها.\
مشكلة "الأكوان المختلفة" تنحصر في أنها فكرة ذهنية مطلقة تعتمد على التأمل لأننا نعيش في كون ملموس له حدود فضائية وزمنية معينة ففكرة الأكوان المتعددة ليست إلا "نقطة" تحاول إثبات أنها خط أو "مكعب".
يمكن "للنقطة" أن تتأمل كيفما شاءت في وجود خط مستقيم لكن الخط المستقيم سيظل المجهول لهذه النقطة.
محاولة الربط بين نظريتي النسبية والذاتية بزيادة الأبعاد:
الحفر السوداء ما هي إلا أجسام ضخمة شديدة الانهيار وإذ تنهار فهي تلتقط بجاذبيتها أية أجسام قريبة منها وكأنها تتحول إلى مكنسة كهربائية قوية إلا أن بعض هذه الحفر السوداء صغيرة بل وتتصاغر في لحظات معينة من الزمن. لكن كيف يمكن أن يكون هذا وهي عظيمة الكثافة وكيف تتم الجاذبية عند انعدام الكثافة والحجم؟
أشار أندرو سترومينجر أن الإجابة على السؤال السايق تكمن في "الأبعاد المتزايدة" وهي إجابة افتراضية وقد اكتشف أيضاً أنه في كل سنة أبعاد ثابتة نجد هناك تناسب من الحفرة السوداء وسطح المنطقة. فكلما انكمش السطح تتحول الكثافة إلى صفر وبني هذا على افتراض وجود ستة أبعاد ثابتة. (مقتطف من كتاب: لماذا أؤمن بمعجزة الخليقة الإلهية بقلم هيوروس وكتاب لماذا أنا مسيحي؟ بقلم نورمان جيسلروبول هوفمان)
لكنهم قالوا أن هناك نظرية سوف تحل هاتين المشكلتين وهذه النظرية تقول: أن الكون خُلق وله عشرة أبعاد فضائية وزمنية سريعة التمدد وحين كان عمر الفضاء 43-10 ثانية كانت حركته تساوي واحدة من هذه العشرة أبعاد حين انفصلت الجاذبية عن القوة الكهروقوية الضعيفة فتوقفت الأبعاد عن التمدد. اليوم لا زالت هذه العناصر جزء من تركيب الكون إلا أنها تبلورت وتقاربت بشدة حين كان عمر الكون 43-10 من الثانية وان مربعاته لا تزيد عن 33-10 من السنتيمتر وهو حجم صغير للغاية حتى أنه يستحيل ملاحظته بالمقاييس المباشرة.
الخلاصة:
يمكن فهم الكتاب المقدس فقط عند قبولك للإله الخارج عن حدود الأبعاد والفائق للطبيعة فاللإنسان قدرة على التخيل واختبار الطول والعرض والارتفاع والزمن لكن كيف. نعرف عن الحياة الروحية بعد الموت الطبيعي أو الجسدي؟ وقدرة السيد المسيح على السير فوق الماء والسلطان على المرض والدخول في الأبواب والحجرات المغلقة بجسده المقام من الموت وتحقيق المئات من النبوات الكتابية؟ وكيف تفسر إرادة الإنسان الحرة والمعرفة الإلهية المُسبقة إلا إذا كان الله تعالى إله الكون وهو سبحانه خارج أبعاد الزمن فيرى نهاية حياتنا مثل بدايتها لما فيها من قرارات يغرفها لحظة اتخاذها. إن التفسير الوحيد لما هو فائق للطبيعي لابد أن يكون الله الذي هو خارج حدود الطبيعة بكل أبعادها والذي وراء هذه كلها. ونظرية الاصطدام الهائل الذي حدث من بلايين السنين والذي نتج عنه وجود المادة والطاقة والفضاء والزمنمنشقة من حالة (الفردية)، ومن الناحية الدينية تعني أن وجود الكون نتج عن قوة مستقلة وخارجة ومنفصلة عنه وعليه فاننا نقول أنه الخالق. ولا يوجد تفسير لكيفية وجود الاصطدام الهائل ويمكن للعلماء الإشارة إلى وقت حدوثه وذلك عن طريق تتبع الانتقال الأحمر في أبعد الشهب عن كوكب الأرض وهذه الشهب يمكن فحصها فتصير كالسجلات التي تكشف الأحوال المخنلفة وقت حدوث هذا الاصطدام الهائل. إن صور هذه الممرات التي نراها الآن انتقلت إلينا منذ 1307 بليون سنة مضت عند بداية الخليقة. إننا نرى هذه الصور فقط لسبب بعدها الدقيق وسرعة الضوء فعند رؤية الضوء الأحمر نعرف أنها تقترب من المراقب وعند تغيرها إلى الضوء الأزرق نعرف أنها تبتعد من المراقب.
يقول سفر التكوين 1:1 في البدء خلق الله السموات والأرض وتلاحظ أن الكتاب المقدس لم يذكر الزمن الذي استغرقته يد الله لإكمال الخليقة وعليه فالقول بأن عمر الكون هو 7-31 بليون سنة لا يناقض أقوال الوحي الإلهي.
لا يمكننا الهروب من ضرورة وجود الفعل الأول سواء قلنا أن الكون بدأ من الفردية أو أن هناك العديد من الأكوان وربما يكون هذا صحيحاً لكت السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو كيف تكونت كلها؟ أو ربما نسأل السؤال بطريقة أصح فنقول: ما هي ترى عظمة إلهك؟ هل هو إله القدرات غير المحدودة أم هو صتم مثلاً مثلث الأبعاد ومحدود في داخل مبنى عال مصنوع من الحجارة والخشب؟! هل هو الإله الذي يكشف لنا عن ذاته بتجسده في صورة إنسان ويموت على صليب فوق تلة قد خلقتها يداه؟
إن قبول حقيقة وجود اله شخصي هو قرار يجب أن نصل اليه بمعونة القلب والعقل معاً فالعقل يعجز مرات كثيرة عن تفسير أمور كثيرة إلا أنه لا يستطيع أن يرفض حقيقة وجود الله الخالق ووجود الفعل الأول (المسبب لردود أفعال مختلفة في الطبيعة) وإن سبحانه قادر على كل شيء وموجود في كل مكان. والإنسان في كبريائه العقلي يحاول جاحداً أن يوجد الأسباب الساذجة ليصدقها حتى ما ينكر وجود الله وإذ به يفاجئ بانتظار الله له بكل صبر ومحبة عند نقطة الفشل الفكري لكي ما يحرك قلبه وضميره للإيمان به. وعندما اكتشف الإنسان المعاصر أن الأرض ليست مسطحة وأنها كروية حاول أن ينكر وجود الله إلا أنك تجد في سفر اشعياء النبي الذي دُون سبعمائة سنة قيل الميلاد القول بأن الأرض كروية ففي اشعياء 22:40 نقرأ
"الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب...."
وفي عدد 26-28 من ذات الاصحاح يقول:
"ارفعوا إلى العرء عيوتكم وانظروا من خلق هذه. من الذي يُخرج بعدد جندها يدعو كلها يأسماء. لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد أما عرفت أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض ر يكل ور يهيا. ليس عن فهمه فحص!
في كبريائنا نكتسب بعض المعرفة فنظن أن لنا الفطنة التي بها نثبت عدم وجود الله إلا أننا نجد العلي سبحانه ينتظرنا عند الآفاق التي ضاقت فيها عقولنا وأفكارنا.
وقد وصف صاحب المزامير ذلك بقوله في مزمور 7:139
أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت.
الكتاب المقدس غير محدود في فهمه لكن غقولنا محدودة حقاً في فهمها العلوم تكشف المجالات الجديدة المتزايدة التعقيد وعليها كلها تجدبصمات الله. العلم الحقيقي يشهد عن وجود عقل غير محدود وفائق عن ذاك الذي للبشر إنه عقل الفنان والسيد المبدع. |